ثقافة

بالتعاون بين الجامعة اللبنانية ومؤسسة الصفدي:

ندوة وتوقيع كتاب “معايير الجودة البحثية” للدكتور رياض عثمان في “مركز الصفدي الثقافي”
أقيمت في قاعة الشمال بمركز الصفدي الثقافي، ندوة حول كتاب “معايير الجودة البحثية” لمؤلفه الدكتور رياض عثمان، وذلك بتنظيم من الجامعة اللبنانية-كلية الآداب الفرع الثالث و”مؤسسة الصفدي”. وقد أدارت الندوة عميدة كلية الآداب في الجامعة اللبنانية د. أسما شملي، بمشاركة كل من: أستاذ الأدب العربي في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية د. عاطف عواد، العميد السابق في الجامعة اللبنانية – كلية الفنون الجميلة د. هاشم الأيوبي، وأستاذ الأدب الفرنسي في المعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية د. بسام بركة. تلا ذلك توقيع الكتاب بالمناسبة.  
وقد حضر الندوة إضافة إلى ممثل “مؤسسة الصفدي” د. مصطفى الحلوة، مدير كلية الآداب الفرع الثالث د. جان جبور، قائمقام بشري بالتكليف ربى شفشق، رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية، عميدة كلية التربية في جامعة الجنان د. ربى الشعراني ونائب رئيس الجامعة للبحث العلمي د. علي لاغا، رئيس قسم اللغة العربية في الآداب الفرع الثالث د. جورج مارون، مدير مستشفى سير الحكومي د. عمر فتفت، أمينة السر العام في الجامعة اللبنانية سحر علم الدين، وعدد من الدكاترة والباحثين والأصدقاء والمهتمين والإعلاميين، إضافة إلى مدراء مدارس ومشايخ، وفريق البحث العلمي للمؤلف والأهل.
د. الحلوة: المؤسسة تدعم العديد من المؤتمرات البحثية التي تقيمها فروع الجامعة اللبنانية في الشمال،
تشجيعاً للحراك الفكري الذي يُسهم في تنمية مجتمعنا المحلي
بعد النشيد الوطني، افتتح د. الحلوة الندوة بكلمة باسم “مؤسسة الصفدي”، رحب فيها بالمشاركين والحضور، معرفاً بالكتاب وأهميته، ومشيراً إلى اللغط الكبير والاضطراب البحثي في العلوم الإنسانية لجهة النهج والدقة والموضوعية، لافتاً إلى أنه قد وجد علاج ذلك كله في هذا الكتاب الذي توزعت فصوله على العناوين التالية: الفصل الأول: الجودة البحثية أسس ومعايير، الفصل الثاني: معايير وضع خطة الرسالة أو الأطروحة، الفصل الثالث: نماذج وتطبيقات. واعتبر الحلوة: إننا، إذ نتشارك مع الجامعة اللبنانية الدعوة إلى هذه الندوة، فما ذلك إلا بهدف التأكيد على النهج الذي تسير عليه مؤسسة الصفدي، منذ انطلاقتها، مطلع الألفية الثالثة، متشبثة بشعارها “ثروتنا عقلُنا”، ومشرّعة أبوابها ومكرسة جهودها للفعاليات الفكرية الجادة وللأنشطة التي تغطي سائر الحقول المعرفية، مؤكداً على إيمان المؤسسة العميق بحرية الفكر وحرية التعبير، وبأهمية دعم الإبداع في كافة الميادين، ليختم بالقول: وهكذا كان للمؤسسة أن تدعم العديد من المؤتمرات البحثية التي تقيمها فروع الجامعة اللبنانية في الشمال، تشجيعاً للحراك الفكري الذي يُسهم في تنمية مجتمعنا المحلي.
د. شملي: هو كتاب للبحث العلمي على الساحة العالمية في عصر العولمة والتفاعل الثقافي والعلمي بين الشعوب
عميدة كلية الآداب في الجامعة اللبنانية د. أسما شملي التي أدارت الندوة أثنت على الكتاب، مسلطة الضوء على مشاكل معظم طلابنا في طرح الإشكالية، ومعرفة صوغها، والعمل على حلها في البحث العلمي، واعتبرت أن ذلك مفقود لدى طلابنا. ولفتت إلى أن المنهج العلمي وطريقة عرض الكتاب، جعلا منه مادة مقررة في مناهج تعليم الماستر 2″، مضيفة: “هو كتاب ليس لقسم اللغة العربية فحسب وليس للجامعة اللبنانية وليس للمكتبة العربية إنما للبحث العلمي على الساحة العالمية في عصر العولمة والتفاعل الثقافي والعلمي بين الشعوب”. ثم نوّهت العميدة بالتنظيم الجيد في مؤسسة الصفدي وأهمية المشاركين في الندوة.
المؤلف د. عثمان: ما زالت الكلمة بخير والعربية بخير واللغة الأم تجمع وتلمّ في هذا الزمن المتردي الذي زهقت فيه الأرواح ورخص الإنسان في بعض الأحيان
ثم أعطت الكلام بداية لمؤلف الكتاب د.رياض عثمان الذي بدأ كلمته بما يلي: “ما زلت مقتنعاً بأن غبطة العلم لا توازيها لذّة، لو عرفها الحكّام لقاتلوا عليها”. أضاف: “كنت أعتقد أن الإطراء يستميل النفس لكن سحركم الذي غمرني أوقعني في أسرين: الأول مسؤولية الكتابة ومتابعة التأليف في مجال البحث العلمي، رغبة وتقديراً لتشجيعكم ، والثاني: أني كتبت كتابي صدقة جارية أخشى عليه من الرياء، لكني استُدْرِجت إلى ذلك، وهي فعلة د. بسام بركة مشكوراً، فالذنب ذنبه هادفاً إلى إبراز وجه الفيحاء المتألق، لأنّ العلم هو وجهها الحقيقي، مغرياً بمؤسسة الصفدي التي يحلو اللقاء فيها بالتعاون مع طاقمها المميز الرائع، وشرف التعاون مع كلية الآداب الفرع الثالث، طامعاً بحضور العميدة وتشريفها بإدارة الندوة، شاكراً د. عاطف عواد الذي تجشّم أعباء الطريق للمشاركة مقتنعاً بأن حبي الكبير له يحوزني على ثقة متبادلة، ثم شكر د. هاشم الأيوبي قائلاً: “هو علة وجودي في عالم البحث اللغوي وهو شيخي وأستاذي الذي أقدر”. ثم تابع المؤلف: “ما زالت الكلمة بخير والعربية بخير، واللغة الأم تجمع وتلمّ، من بيروت وجبيل وطرابلس والميناء، والكورة وزغرتا والضنية والمنية وعكار جاؤوا احتفاء بتوقيع كتاب وندوة حول كتاب في هذا الزمن المتردي الذي زهقت فيه الأرواح، ورخص الإنسان في بعض الأحيان. ثم شكر الحضور فردا فردا.
د. عواد: بالرغم من اقتصاده اللغوي فالكتاب يمتاز بطرحه الجدي والجديد الذي يمثل عصرنا خير تمثيل
ثم تحدث المنتدون، فكانت كلمة د. عاطف عواد وهو أستاذ المنهجية في الجامعة اللبنانية، قائلاً: “لا بد لكل من عمل سقطات، فالذي يؤخذ على الكتاب تكثيفه واقتضابه في اقتصاد لغوي، يجعل الكتاب أساساً يحتاج قارئه إلى العودة إلى مراجع متعددة في الموضوع، وهي كثيرة إلا أن الكتاب يمتاز منها بطرحه الجدي والجديد الذي يمثل عصرنا خير تمثيل يزينه تواضع المؤلف والشمول والتجرد والموضوعية والاتزان الذي نفتقر إليه في كثير من الكتب المنشورة في عالمنا”. ثم ختم بأبيات شعرية أهداها إلى مؤسسة الصفدي مشيداً بتنظيمها ورقيّها.
د. الأيوبي: الكتاب طرق المنحى التطبيقي لسدّ ثغرة بحثية نفتقر إليها
أما د. هاشم الأيوبي فقد قال: “منذ عشرين سنة طرق باب مكتبي في كلية الآداب شاب وسيم عليه علامات الجد والثقة بالنفس، فكانت بداية تواصلنا اللغوي حتى في الماستر والدكتوراه… فمدّ يده إلى التراث ليحدث، بحيث وجد في معايير البحث عند ابن خلدون الشيء الكثير الذي يضاهي المناهج الحديثة. والنقطة الثانية التي أشار إليها مسألة سمعة الجامعة في اعلاء شأن الجودة البحثية، مركزا على فرق البحث العلمي بالتناوب بين طلاب الماستر والدكتوراه لتبادل خبراتهم وتحفيزهم وهي مسألة ذات أهمية في جامعات أوروبا، ثم الأهمية التي ركّز عليها المؤلف حسن استخدام الكمبيوتر وإلغاء علب الأحذية التي كنا نضع فيها بطاقات التقميش التي كانوا يعلموننا إياها منذ أربعين سنة. وقال: يعود فضل الكتاب إلى أنه جعل الباحث المبتدئ والطالب هما اللذان يضعان مخططهما بنفسهما دون الحاجة إلى مساعدة أحد. وهذه الحاجة الكبيرة في طرق المنحى التطبيقي لسدّ ثغرة بحثية نفتقر إليها، متمنياً للمؤلف المزيد من الأبحاث والكتب والتوفيق.
د. بركة: الكتاب يغوص في عمق التفكير البحثي ليكشف ماهية جودة العمل قبل البدء بمسيرة البحث
وبعدها كان الكلام لد. بسام بركة أستاذ الألسنية في الجامعة اللبنانية قائلاً: “تعرّفت على رياض عثمان في الجامعة اللبنانية والتقيته في جامعة ليون الفرنسية. نال ثقة زملائه واستطاع على ذلك في فترة وجيزة، امتازت أبحاثه التي تفوق الخمسة بالجديد والجدية، وامتلاك اللغة وصوابيتها فهو يؤسس لشقّ منهج لغوي خاصّ به يحمل خصائصه وجيناته العلمية”. وقال: “أما الكتاب فهو يغوص في عمق التفكير البحثي، فهو خطاب قبل الخطاب البحثي، بمعنى أنه يمثل التفكير الذهني للخطة في تفكير الباحث قبل أن تصير خطة، وهي برمجة المنهج البحثي في الذهن قبل الشروع بالبحث، فإذا كان العمل جيداً منذ لحظته الأولى يؤدي إلى جودة مسيرة البحث بكامله، فنرجو للمؤلف ولكتابه السداد والتوفيق وإلى مزيد من الكتب والمنشورات.         وبعدها عاد الكلام إلى المؤلف الذي شكر الحاضرين والمنتدين ودعا الحضور باسم العميدة إلى افتتاح حفل الكوكتيل وتوقيع الكتاب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى