الأخبار اللبنانية

تعقيباً على كلام النائب سليمان فرنجيه بالامس في برنامج “كلام الناس” مع الاستاذ مارسيل غانم على شاشة “ال.بي.سي.آي” صدر عن حركة الاستقلال البيان التالي:

اطل النائب سليمان فرنجيه بالامس علينا وعلى اللبنانيين بمجموعة من المواقف اقل ما يقال فيها انها تمثل تنكراً فاضحاً ومعيباً للكيان اللبناني ولمفهوم الدولة والسيادة الوطنية ورموزها. كما امعن كعادته في تزوير الوقائع وتخطي حدود الاخلاق في ابسط قواعد التعاطي السياسي.
ان حركة الاستقلال اذ تستنكر محاولة تغطية النائب فرنجيه لحزب الله في القتال داخل سوريا تحت ذريعة “الخيارات الكبرى في المنطقة” او تحت شعار “محاربة اميركا واسرائيل”، تؤكد ان هذه المواقف تثبت ان ارتباط النائب فرنجيه بنظام بشار الاسد انساه ان هناك وطناً اسمه لبنان له سيادته وحدوده ودولته وشعبه وانه ممثل لهذا الشعب وليس للنظام السوري. هل من الضروري تذكيره بأن حرب “حزب الله” في سوريا هي حصراً لخدمة المصالح الايرانية في المنطقة وانها ترتد حكماً كارثة على الهوية اللبنانية كما على مصالح اللبنانيين ان في لبنان او في الدول العربية او حتى في افريقيا واوروبا واميركا بعد ان طالت عمليات حزب الله الامنية كل هذه القارات. عدا عما تشكله مواقفه من تفرد مسيحي بعد الدعوة الى الحياد التي اطلقتها رئاسة الجمهورية وبكركي وحتى بعد التمايز ولو اللفظي للعماد ميشال عون بهذا الخصوص.
وهنا تعتبر حركة الاستقلال ان هجوم النائب فرنجيه المشين بحق رئيس الجمهورية يأتي في السياق عينه. انه ليس مجرد هجوم نستنكره على الشخص او الموقع بل هجوم بالنيابة عن النظام السوري على من يشكل الحصن الرسمي الاخير في الدفاع عن الحدود والسيادة والشرعية والدستور والكيان اللبناني ونظامه الديمقراطي برمته. وهذا ما لم تعهده زغرتا على مدى كل حقبات تاريخها الحديث والقديم.
كما تستهجن حركة الاستقلال بشدة المغامرة اللامسؤولة التي يخوضها النائب فرنجيه في التعاطي مع طرابلس واهل طرابلس. فما يسميه “دعم جبل محسن سياسياً وانسانياً”، وكأن جبل محسن بقعة مفصولة عن طرابلس، وحتى وان سلمنا  سلّمنا انه يقتصر على ذلك، تحريض لمذهبة الصراع في طرابلس وتأجيج الفتنة، وكل ذلك خدمةً لمصالح النظام السوري على حساب طرابلس واهلها كما على حساب الشمال برمّته وخصوصاً زغرتا – الزاوية  وامنها واستقرارها وثوابتها التاريخية مع طرابلس الفيحاء، تلك الثوابت التي ارساها الرئيسان سليمان فرنجيه ورينه معوض والتي لعبت دوراً اساسياً في تعزيز موقع زغرتا – الزاوية في المعادلة الشمالية وبالتالي الوطينة.
اما حول تعرضه المفتعل والرخيص للوزيرة نائلة معوض من جهة ولحركة الاستقلال وقيادتها من جهة اخرى، فهو تزوير للوقائع وتخطي للأصول الاخلاقية السياسية وحتى الشخصية.
ان الادعاء اولاً ان الوزيرة نائلة معوض فازت في الانتخابات في زمن الوجود السوري ورسبت بعد انسحابه انكار متعمّد للوقائع.
فالحقيقة هي ان من رسب في الانتخابات النيابية بعد خروج الجيش السوري من لبنان في الـ 2005 هو النائب سليمان فرنجيه. ونجاحه ولائحته في قضاء زغرتا الزاوية سنة 2009 بفارق بعض مئات من الاصوات لا يمكن ان يخفي الواقع ان الحجم الشعبي للنائب سليمان فرنجيه وتياره يتقلص بالتزامن مع تقلص نفوذ النظام السوري في لبنان. فمن زعيم شمالي ما قبل الـ 2005 الى زعيم مسيحي في الشمال في انتخابات الـ 2005 الى زعيم حدوده مدينة زغرتا في انتخابات الـ 2009 ، حيث انه خسر امتداده الشعبي باتجاه البترون والكوره وحتى قرى قضاء زغرتا اذ حلّ ثالثاً في الانتخابات الاخيرة. وهذه الحقيقة لا يمكن طمسها لا بالحجم السياسي المضخّم من قبل النظام السوري وحزب الله ولا بمساومات الـ “س.س” التي يعلم النائب فرنجيه كيف انقذت لائحته في الـ 2009، ولا بالادعاءات الكاذبة بل المضحكة المبكية بأن الرئيس سعد الحريري اسرّ اليه بان انتخابات زغرتا – الزاوية  كلّفته ثلاثين مليون دولار. فتبرير النائب فرنجيه لانحساره الشعبي التدريجي، ولموجة التغيير في الشمال وفي زغرتا – الزاوية، بالمال السياسي يشبه، في تهربه من الاقرار بالواقع، تبرير “مثلِهِ الاعلى” بشار الاسد للثورة السورية بأنها مجرد عمل مجموعة من الارهابيين.
وعلى كل حال، ولفضح المستور، ندعو الى رفع السرية عن حسابات كل الافرقاء للكشف عمّن اكثر من استعمل المال في العملية الانتخابية وعمّن لا يزال يستفيد من المال السياسي وشبكات الفساد في الداخل وفي الخارج.
واخيراً بالنسبة لوضع حركة الاستقلال اكليل من الزهر على ضريح الشهيد طوني فرنجيه وزوجته وابنته، فان هذه المبادرة اتت لتاكيد خيارنا في الفصل بين الخلاف السياسي من جهة وبين احترام العلاقات الاجتماعية بيننا كما تراثنا وتقاليدنا في تكريم رجالاتنا وشهدائنا من جهة اخرى، تماماً كما فعل النائب فرنجيه في تقديم التعازي بشقيقة الوزيرة معوض وكما فعل تيار المردة بوضع اكليل من الزهر على ضريح الرئيس الشهيد رينه معوض. فكم كانت دهشتنا واستغرابنا كبيرين حين سمعنا النائب فرنجيه يتناول هذا الموضوع ليس من النافذة الزغرتاوية والتي ارتاح اليها جميع الزغرتاويين بل من بوابة القصير الملطخة بالدم والعار.
فاذا كان المقصود ايهام الراي العام اننا “راجعين لعندو”، كما ادعى، فليطلب من حليفه وزير الاتصالات نقولا الصحناوي ان يكشف داتا الاتصالات لتبيان من يتصل بمَن ومَن ياول مقاربة مَن. انه حقاً من المعيب اقحام شهادة المرحوم طوني فرنجيه في لعبة الغش السياسي وخداع الراي العام. رحم الله الرجالات الكبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى