التحقيقات

السطحية والشعبوية واللاتوازن والزيف والتحزب – أسامة اسماعيل

بضائع فاسدة يروج لها في غياب العمل ضدها
السطحية واللاعقلانية والوقاحة واللؤم والكذب والزيف والشعبوية والتحزب هي بضائع رائجة كثيرا”في هذه الأيام وهي صفات تعبر عن واقع الانحطاط الذي بلغه المجتمع والبلد،وهذا الواقع لايتغير بتبديل رقم السنة 2021 ب2022 ولابمظاهرات شعبية وانتخابات نيابية تعيد انتاج هذا الواقع،فالسياسة الانية والحزبية والطائفية والانتخابية والشعبوية تشجع هذه الصفات أو الحالات المذكورة،وكذلك التركيز على قشور الدين أو المذهب وربطه باللعبة السياسية الداخلية والخارجية يعززها.وتأتي الأزمة المالية والاقتصادية والانمائية لتكون حافزا”اخر لظواهر السطحية والوقاحة واللؤم والكذب والزيف والتحزب والشعبوية وتعضدها الفوضى من جهة والتسلط والتعصب من جهة أخرى،ويساعد على ذلك قيام بعض وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي بالترويج لهذه البضائع الفاسدة.
واقع السطحية واللاعقلانية والوقاحة واللؤم والزيف والفوضى والشعبوية والتحزب والتسلط يجعل الفرد النخبوي المستقل يشعر كأنه يعيش في سجن وجحيم.فالعبء الكبير الملقى عليه هو غير الشعور بالمسؤولية.وهذا العبء والضغط الاجتماعي والنفسي الشديد ناتجان ،أولا”،من الضائقة الاقتصادية والمعيشية.وثانيا”،من نوازع الحسد والطمع والوشاية لدى الكثير من الناس تجاه كل من يعتبرونه ذا مستوى أعلى وأفضل منهم،وثالثا”،من مظاهر الفوضى والسطحية والازعاج والاستفزاز ،التي ازدادت في الفترة الأخيرة.ومن هذه المظاهر:”التشفيط”
بالسيارات على الطرقات ورفع صوت الأغاني والأناشيد واللطميات في مسجلات السيارات والدراجات النارية العشوائية وانتشار النارجيلة والتدخين بكثرة حتى بين صغار السن،والضجيج والزعيق في الليالي بحجة السهر والسمر حول النراجيل دون مراعاة السكان الاخرين والجيران.وهذه الأسباب وليدة التربية السيئة والعادات السيئة والمفاهيم المشوهة حول الفرد والمجتمع والقرابة والصداقة والزواج والعلاقة بين الرجل والمرأة والدين والسياسة والاقتصاد وكذلك مفهوم الشباب والتسلية والترفيه.وهذه الظواهر تختصر كلها بعبارات السطحية والوقاحة واللؤم وقلة الذوق والفوضى والتسلط والتعدي والازعاج،وقد ازدادت هذه الظواهر في ظل الأزمة الحالية،وما يشجع هذه الظواهر هو اهتمام النافذين والمسيطرين والكثير من الناس بقشور الدين والسياسة والمجتمع والاقتصاد بدلا”من التركيز على التربية الجيدة واصلاح المفاهيم والمعتقدات والعادات والمناسبات المتعلقة بالدين والسياسة والمجتمع والتقويم السنوي واعادة النظر فيها وكذلك اصلاح المفاهيم المتعلقة بالعلاقة بين الرجل والمرأة والزواج والاقتصاد والمال.
من الصعب جدا” الخلاص من واقع الانحطاط واختلال التوازن والفوضى والسطحية والتسلط في ظل ديموقراطية انتخابية طائفية حزبية وحكم الأغلبية العددية لاحكم النخبة وتربية سيئة ومجتمع سيء وعادات سيئة،وبدون اعطاء العقل والارادة دورا”أساسيا”وأكثر بكثير مما هو للعواطف والغرائز والمصالح المادية في الشأن العام والدين والسياسة والمجتمع.ولايمكن تحقيق الخلاص من هذا الواقع أيضا”في ظل دور وأداء سيء لبعض وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي المنتشرة والمؤثرة التي تروج للبضائع الفاسدة وهي السطحية واللاعقلانية والوقاحة والزيف والتسييس والتحزب والطائفية والشعبوية والمعايير المادية .ويتم الخلط بين العقل والارادة والعاطفة والغريزة والمصلحة المادية مايؤثر سلبا”في الحرية الفردية والاستقلال الفردي والكرامة والراحة النفسية والتوازن وانتظام الأمور والحقوق.وبلغت السطحية والابتعاد عن الحقائق العلمية ببعض وسائل الاعلام والتواصل الى حد الاعتماد على المنجمين و”البصارين”في التوقعات المستقبلية مع نهاية السنة الميلادية وبداية السنة الجديدة.حتى توقعات الطقس حيث يكرر القول قبل نشرة الأخبار التلفزيونية أو اخرها على مدى اسبوع ان الطقس عاصف وممطر فيما السماء صافية والشمس مشرقة،فكيف الحال بالسطحية واللاعقلانية والشعبوية في الترويج للانتخابات النيابية وقبلها المظاهرات الشعبية كأن الأزمة الاقتصادية والمعيشية والانمائية الحالية وارتفاع الأسعار المضطرد وتقلص قيمة الدخل وفقدان فرص العمل وتراجعها والركود التجاري والتقنين القاسي للكهرباء وارتفاع اسعار الاشتراك بمولدات الكهرباء ليست نتيجة الانتخابات والأزمة السياسية المفتعلة والمظاهرات والديموقراطية الانتخابية الطائفية الحزبيةوالشعبوية والادارة السيئة القطاعات المالية والاقتصادية والانمائية ولعبة المحاور الدولية الاقليمية؟!
أسامة اسماعيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى