الأخبار اللبنانية

ميقاتي يستقبل وفودا شعبية في طرابلس

رأى الرئيس نجيب ميقاتي  ” أن  الأزمة السياسية الراهنة تجاوزت موضوع تعطيل عمل المؤسسات الدستورية ،

رغم خطورة هذه المسألة ، لتضرب صورة الطبقة السياسية في لبنان  ، وبالتالي تأكيد الانطباع السائد لدى غالبية اللبنانيين عن عجز السياسيين عن إدارة شؤون البلد من دون رعاية خارجية تفصل بين المتخاصمين  وتفرض الحل وتسهر على تطبيقه “.
وقال أمام زواره في طرابلس اليوم : لقد شكلت التسويات الاقليمية والدولية حلا  مؤقتا  لمأزق سياسي غير مسبوق شهده لبنان وخروجا من  حقبة  أمنية  أليمة، لكن من غير الجائز، في كل مرة ،  أن تبقى أمورنا الداخلية معلقة في إنتظار تسوية أو تفاهم خارجي يأتي في غالب الأحيان على حساب الدستور وإنتظام عمل المؤسسات ، كأن التفاهم الداخلي بين اللبنانيين بات أمرا مستحيلا .  
أضاف : إن مطالبة الافرقاء السياسيين بالتمثيل المناسب في الحكومة والسعي لتحسين الشروط  أمر مشروع  ومألوف ، لكن المعنيين بتشكيل الحكومة  ذهبوا بعيدا في التمسك بالمطالب أو فتح باب التسويات على حساب الدستور وآليات التشكيل ، مما  جعل من  عملية تشكيل الحكومة أشبه ببازار مفتوح على المزايدات والابتزاز  وعمليات العرض والطلب وخلق بالتالي أعرافا جديدة قد يكون من الصعب تجاوزها في عملية تشكيل الحكومات لاحقا . وإذا كانت عملية  تشكيل الحكومة إستغرقت كل هذا الوقت،  فكيف سيكون الحال  مستقبلا ، لا سيما عند إعداد البيان الوزاري ولاحقا  طرح الملفات على مجلس الوزراء .
وقال : من غير الجائز أن يبقى اللبنانيون قلقين على الحاضر والمستقبل  فيما  تشكيل الحكومة معلقا عند  المطالبة بهذه الحقيبة أو تلك أو التمسك بهذا الوزير أو ذاك ، ومن غير المقبول تاليا رهن مصير البلد واللبنانيين تلبية مطالب هذا الفريق أو ذاك ، فيما المشكلات الأمنية والاقتصادية والمالية والاجتماعية تتراكم ولا من يجد لها حلا .
وتابع : إننا ندعو الاطراف المعنية كافة الى وقفة ضمير تتجاوز الحسابات الرقمية  الضيقة والمصالح الآنية، بهدف إخراج الملف الحكومي من المأزق الذي يتخبط فيه ، والانطلاق سريعا نحو إطلاق ورشة المعالجات المطلوبة على الصعد كافة .فلا أهمية للمناصب والاشخاص إذا كان الوطن في خطر، ولا فائدة من تولي هذه الوزارة أو تلك إذا وصلنا الى حافة الانهيار الذي لا رجوع عنه . لقد أضعنا في السابق الكثير من الفرص  التي كان يمكن أن تفيد وطننا وشعبنا وتخفف وطأة المعاناة عنه ، ما أدى تاليا الى إصابة  شريحة كبرى من أبنائنا باليأس الذي أوصلها الى الهجرة . ومن  الجريمة بمكان أن نمضي اليوم في سياسة التدمير الذاتي التي لن يسلم من أخطارها أي فريق ، مهما  إعتبر نفسه قادرا على العناد والمكابرة ورفع سقف المطالب .
وختم بالقول : وحدها الشراكة الحقيقية تحت سقف الدستور والمؤسسات تنقذ وطننا وتؤمن للبنانيين جميعا حقهم في التمثيل الحقيقي والعادل في المؤسسات، ووحده الحوار البناء والهادئ بعيدا عن صخب التصاريح  والاتهامات يوصل الى الحل المنشود ،ووحدها الصيغة اللبنانية الفريدة تحمي حقوق الطوائف والفئات في كنف دولة قوية وعادلة وقادرة يجدر بنا رفع شأنها بنيانها بدل هدم مرتكزاتها الدستورية والمعنوية  وتهشيم صورتها أمام العالم بأسره .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى