الأخبار اللبنانية

حوار القصيدة والريشة والنغم أمسيةُ أنسٍ وإبداع في مركز الصفدي الثقافي

“حوار القصيدة والريشة والنغم” هو عنوان الأمسية التي أقامتها “مؤسسة الصفدي” على مسرح “مركز الصفدي الثقافي”

بطرابلس، لعب أدوار البطولة فيها الشاعر الكبير هنري زغيب (قراءات شعرية)، والرسام وجيه نحلة (رسماً)، والسيدة لارا خالد مخّول (عزف بيانو)، وذلك انطلاقاً من أن “الشعر والرسم والموسيقى ثلاثي إبداعي يتكامل في الأداء، منفرداً أو مجتمعاً”.
حضر الأمسية إضافة إلى المدير العام لـ”مؤسسة الصفدي” رياض علم الدين، المديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك، وحشد من المثقفين والأكاديميين والأدباء والشعراء ومحبي الفنون الثلاثة من أهل طرابلس والشمال.
بعد النشيد الوطني، افتتحت الأمسية مسؤولة العلاقات العامة في “مؤسسة الصفدي” السيدة أميرة الرافعي، معلنةً أن تعبير “حوار القصيدة والريشة والنغم”، يجعل كل من يقرأ هذا التعبير يظن “أن القصيدة والريشة والنغم لهم ألسنة يتحاورون بها، وعندما نتعمّق في معناها، يخلص كل واحد منا إلى نتيجة ولا أجمل: إن الحوار الثقافي والفكري والإبداعي أبلغ من أي حوار”.
الشاعر هنري زغيب: مؤسسة الصفدي تسعى إلى تصوير طرابلس لؤلؤة لبنان
ثم تحدث الشاعر هنري زغيب فتوجه بالتحية إلى طرابلس، معبراً عن سعادته بلقائه الجمهور الطرابلسي “في هذا المسرح بالذات، مسرح مركز الصفدي الثقافي الذي أصبح لي أكثر من أربع مرات أن أقف على منبر “مؤسسة الصفدي” الزاهرة التي تصور طرابلس كلؤلؤة لبنان (وليس تلك الصورة التي شوهها قراصنة الليل)”. وقال: “أحب أن أذكّر أصحابنا وخاصة من الجيل الجديد ماذا تعني Tripoli في الزمن الماضي: “إنها المدن الثلاث (صيدا وصور وأرواد) التي انعقدت فيها مؤتمرات قمة وكانت أمم متحدة قبل أن يكون في العالم مؤتمرات قمة وقبل أن يكون في العالم أمم متحدة”. وأشاد بعظمة هذه الأرض “لهذا نقول أن لبنان يقاس بالجغرافيا وليس بالديموغرافيا، لبنان يقاس بالعقل اللبناني فهناك بلدان ودول كبيرة لم يصدر عنها شاعر أو موسيقي أو رسام، لبنان بلد الجودة لا الكثرة، لبنان بلد النوعية لا العددية، من هنا يمكنكم أن تعتزوا بأنكم لبنانيون”. ثم تحدث عن الامسية فقال: “إن كل فن من الفنون الثلاثة مستقل بذاته، ومعنا الليلة فنان كبير هو وجيه نحلة سماً ولارا مخول على البيانو فتعزف لعظماء العالم”. وختم متوجاً بالشكر إلى “مؤسسة الصفدي بشخص مديرها العام الصديق رياض علم الدين”.
بعد 90 دقيقة من العزف والشعر وُلدت اللوحة
بعد ذلك بدأت الأمسية، فأخذ الفنان وجيه نحلة يرسم لوحته أمام الجمهور مباشرةً، من القماشة البيضاء حتى انتهاء اللوحة، على أنغام بيانو أستاذة البيانو في المعهد الوطني العالي للموسيقى والجامعة اللبنانية لارا مخول التي عزفت بمهارة بارعة مقطوعات كلاسيكية من بيتهوفن وشوبان وألبانيز وسواهم، فيما كان هنري زغيب يقرأ من قصائده الجديدة وتلك المنشورة في كتبه، من بينها “قصائد حب في الزمن الممنوع”. وبين تناسق القراءات والعزف والرسم معاً، كان الشعر أحياناً يصمت دقائق تاركاً الساحة للبيانو، وأحياناً يصمت البيانو تاركاً الجمهور مع الشعر، أما الريشة فلم تسكت طوال 90 دقيقة حتى وضع وجيه نحلة لمسته الأخيرة على اللوحة التي انتهت بسكوت الشعر والموسيقى معاً، حين وقف المبدعون الثلاثة أمام اللوحة المنتهية التي نتجت عن تلك الأمسية، فكانت هدية وجيه نحلة إلى “مؤسسة الصفدي” وجمهورها.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى