قصص وعبر

نعم أستطيع \ عزام حدبا

قال أحمد لوالدته:

  • أماه لي عندك طلب..
  • تفضل يا بني
  • أريد ان اصطحبك معي لنخطب سعاد
  • هل ما زلت مصرا عليها يا بني؟؟؟ قالت الام بحسرة.. يا بني من ينظر لفوق يتعب
  • يشهد الله اني لا أريدها لمال أبيها ولكني أحبها وهي تحبني
  • وهل سيوافق أبو عادل على طلبك هذه المرة؟؟
  • لقد وافق على استقبالي ومنحي فرصة.. هذه بشرى خير..
  • الله يقدم لك ما فيه الخير يا بني…
    وصل أحمد ووالدته إلى منزل أبي عادل والعرق يتصبب منهما .. وكانت أم أحمد تلهث بشدة فقد اضطرت للصعود مشيا على الدرج نظرا لانقطاع الكهرباء.. استقبل أبو عادل وزوجته ضيوفهما على الباب وقال بلهجة معتذرة
  • آسف يا ضيوفنا الاعزاء.. لم يخطر على بالي حينما اخترت الطابق العاشر أن تنقطع الكهرباء كليا عن البناية
  • كنا نقول أن اشتراك الكهرباء موجود وكذلك مولد البناية ولكن لم يخطر ببالنا أن ينقطع المازوت من البلد بشكل كلي.. أردفت أم عادل وهي تحمل مصباحا يعمل على البطارية لتنير لضيوفها الطريق الى الصالون الفخم
  • الله يجازي من كان السبب.. قالت أم أحمد..
    بعد قليل دخلت العروس بخفر وحياء وقدمت للضيوف صينية عليها أكواب من الماء الفاتر
  • آسف يا ضيوفي الاعزاء.. الكهرباء مقطوعة عن الثلاجة منذ الأمس.. والغاز مقطوع لم نستطع أن نغلي القهوة
  • لا مشكلة.. قالت أم أحمد بأدب.. لم نأت لنجربكم..
    تنحنح أحمد ونكز والدته كي تدخل في الموضوع فقد كاد يموت اختناقا من الحر
  • سيد أبو عادل.. إن ابني أحمد هذا ربيته بالشبر والنذر على الأخلاق الحميدة وسمعته في سوق السمك مثل المسك.. قالت أم أحمد وهي تحرك مروحتها الورقية البسيطة..
  • أنعم وأكرم.. قالت أم عادل وهي تحرك مروحة ورقية صينية فاخرة..
  • وأنا أتيت اليوم طامعة بالقرب منكم وكي أطلب منكم يد كريمتكم سعاد لأبني أحمد.. قالت أم أحمد وهي تتصبب عرقا.. فأرجو الا تردني خائبة..
  • نتشرف قال أبو عادل بلهجة تواضع مزيفة ثم وضع رجلا على رجل ورفع منخريه قليلا وقال وهو يمسح العرق عن جبينه.. لكن عذرا يا ولدي.. أنا أب والأب حريص على مستقبل بناته.. هل تستطيع أن تعيش ابنتي بالمستوى الذي تعيش فيه في بيت اهلها؟؟
    أجال أحمد النظر في منزل السيد عادل المطفىء والمظلم كظلمة القبور ثم نظر في أكواب الماء الفاتر أمامه وقال وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة النصر
  • بالطبع أستطيع..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى