الأخبار اللبنانية

لقاء تشاوري إسلامي سني شيعي فلسطيني لبناني: بحث الملفين السوري والفلسطيني ودرس نقاط التلاقي بين مشروعي الثورة والمقاومة

حمل اللقاء التشاوري الاسلامي الذي عقد ليل أمس الأول في مقر حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الضاحية الجنوبية لبيروت، مزيدا من الايجابيات على صعيد التلاقي والتواصل بين مكونات الساحة الاسلامية عموما، والاسلامية ـ الفلسطينية بشكل خاص، في مواجهة المخاطر المحدقة بالساحة الاسلامية، ربطا بأحداث سوريا.
شارك في اللقاء الشيخ حسان عبد الله (تجمع العلماء المسلمين)، الشيخ عبد المجيد عمار (حزب الله)، عزام الأيوبي (الجماعة الاسلامية)، الشيخ بلال شعبان (حركة التوحيد الاسلامي)، أبو عماد الرفاعي (الجهاد الاسلامي)، وعلي بركة (حماس).
وبدا واضحا أن المشاركين يعولون على اللقاء، «لكونه يعيد الحركة الاسلامية عموما الى منطق الحوار والتشاور حول مجمل القضايا المطروحة محليا وإقليميا والتي حصلت حولها مؤخرا تباينات واضحة، كما يعيد طرحها بطريقة موضوعية ومنطقية، كما من شأنه أن يعزز الثقة بين هذه الأطراف وأن يعيد القضية الفلسطينية الى عمقها الاسلامي والعربي» على حد تعبير أحد المشاركين.
وتقول مصادر مشاركة ان هذا اللقاء في حال استمراره وتفاعله وتوسيعه سيؤسس بنية إسلامية قوية وقادرة على مواجهة كل المحاولات الرامية الى زرع الفتنة الطائفية والمذهبية، ويساهم بالتالي الى تقريب وجهات النظر حول مواضيع أساسية، ستمكنه من طرح قضايا أبعد وأشمل على مستوى الحركة الاسلامية، وبالتالي تقديم صورة مشرقة عن لبنان، يمكن اعتمادها كنموذج لتعاطي الحركات الاسلامية في ما بنيها على مستوى العالم.
ويقول أحد المشاركين في اللقاء لـ«السفير» «إن الجميع متهيب من الأيام المقبلة، لذلك هناك رغبة تامة بالحوار وبتبريد الساحات وقطع الطريق على كل من تسول له نفسه الاصطياد بالماء العكر أو استغلال نقاط الخلاف والدخول منها لاحداث فتنة، أو الاستثمار بالدم اللبناني أو الاسلامي»، مؤكدا أن «استمرار هذه اللقاءات من شأنه أن ينعكس إيجابا على القواعد الشعبية، وأن يخفف من حدة الخلافات ومن التداعيات الاقليمية وفي مقدمتها السورية على الساحة اللبنانية عموما والاسلامية خصوصا».
وتشير المصادر المطلعة الى أن البحث في اللقاء تناول شقين أساسيين: الأول، القضية الفلسطينية، والثاني، الأزمة السورية وانعكاساتها.
ففي الشق الأول، تقول مصادر المشاركين ان المجتمعين «أكدوا محورية القضية الفلسطينية، بدون أن يكون ذلك على حساب حريات وكرامات الشعوب العربية، وعلى أن العدو الاسرائيلي لا يفهم سوى منطق القوة ما يتطلب تعزيز المقاومة واستمرارها حتى تحرير الأرض، كما شدد المجتمعون على ضرورة إعطاء الأهمية القصوى لذكرى يوم الأرض في 30 آذار المقبل وتنظيم مسيرة الزحف نحو القدس، وبالتالي دراسة إمكانية إقامة مسيرة حاشدة الى الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية على غرار ما حصل في 15 أيار من العام الفائت، وقد تم تشكيل لجنة لاجراء الاتصالات مع مختلف الأطراف لاعطاء الزخم اللازم لهذا النشاط وإشراك أكبر عدد ممكن من اللبنانيين والفلسطينيين في مسيرة الزحف نحو المدينة المقدسة».
وفي الشق الثاني، وبحسب المصادر فان المجتمعين «وضعوا الملف السوري على بساط البحث، وأجمعوا على أن الخيار الأمني لا يشكل الحل الأنسب، وان الحل السياسي والاصلاحات هي السبيل الأمثل، وأن أي تدخل أجنبي لن يصب في مصلحة الشعب السوري أو النظام، كما كانت وجهات النظر متطابقة حول أن أميركا ومعها الغرب لا يريدان حلا أو انتهاء للأزمة السورية، بل هما يستفيدان من حال المراوحة القائمة لاستنزاف الجميع لأن ذلك سيؤدي الى إضعاف سوريا وشطبها من المعادلة الاقليمية».
وفي ما يخص التداعيات السورية على لبنان، تشير مصادر المشاركين الى «أن المجتمعين توافقوا على ضرورة منع التصادم بين مشروع مقاومة العدو ومشروع الثورات العربية على اختلافها، فضلا عن السعي لتجنيب لبنان هذه التداعيات بكل مندرجاتها، لكن بدون أن يعني ذلك عدم البحث في كل السبل وبذل كل الجهود لوقف العنف الحاصل في سوريا، وإيجاد الحلول التي ترضي الشعب السوري بكامله، وبمختلف طوائفه ومذاهبه».
وتلفت هذه المصادر النظر الى «أن توافق المجتمعين على أهداف ورؤى وثوابت واحدة، دفعهم الى وضع جدول أعمال للقاءات المقبلة، بهدف البحث عن تصورات للوصول الى قراءة سياسية واحدة تساهم في تعزيز بنية الساحة الاسلامية وتحصينها من أي اختراق قد تتعرض له، مع التفكير الجدي في توسيع هذا اللقاء بدعوة قوى إسلامية أخرى إليه، بعد التعاطي الايجابي مع التعددية الموجودة، فضلا عن الاشادة بوعي بعض التيارات السلفية التي اتجهت نحو الحوار والتي أكدت قولا وفعلا أنها ترفض إذكاء أي فتنة مهما كان نوعها.
وتقول هذه المصادر إن المجتمعين أشادوا بخطوة عقد اللقاء الاسلامي في طرابلس، مؤكدين أنه يعبر عن وعي كبير للحركات الاسلامية الفاعلة، مشددين على ضرورة تفعيله وتوسيعه ليشمل أكثرية الهيئات الاسلامية ذات التوجهات المختلفة، بما يساهم في حماية طرابلس والحفاظ على نسيجها الاجتماعي.

غسان ريفي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى